في ليلة العاشر قررت مع أختي الذهاب لحسينية الراشد
بعد انتهاء مجلس العزاء بالمسجد
وفي طريقنا إلى الحي
وعبورنا الشوارع
لم اصدق ما رايت
كانت الشوارع هادئه ولم تكن كما عهدناها في السنوات الماضيه
كذلك الأزقه
نظرنا لبعضنا البعض و وجوهنا يملاؤها الحزن والأسى
فقالت أختي
ماهذا ؟!!!
هل هذه ليلة العاشر حقا ؟
اين ذهب كل ذاك الإزدحام ؟
وتداخلت تلك التساؤلات وغيرها براسي
وانا اعرف جوابها مسبقا
كما تعرفها أختي
كانت اللوعة في الصدرتحرقنا
والحزن يفتت احشاؤنا
شعرنا بالغربه
بالوحشة والوحده
ولما مررنا بتلك الأراضي
التي كانت تكتض بزوار الحسين عليه السلام
رأيناها خاليه
لا حياة فيها
فاحزنني رؤيتها وهي على تلك الحال
وزاد حزني تساؤلات أختي واستغرابها
وانين الأرض وبكائها
كاني اسمعها
تأن وتنوح
اين تلك الأيام ؟
اين هم الزوار الذين استقبلهم في كل عام ؟
فأجبتها بلسان الحال
لقد رحلوا ولن يعودوا إلا بعودته
فجميعا كانوا ياتون هنا يستلهمون منه الدروس
دروس في الحب والوفاء
دروس في الأخلاق والتضحية
دروس من وحي كربلاء ارض الفداء
ولقد كنت انا معهم
استفيد من نبض قلمه وفيض مشاعره وعلمه
فتعلمت منه حب الآل
وتعلمت منه الولاء الحقيقي
منذ ان كنت صغيرة
فا صبحت فتاة حسينية
موالية شيعية
تهوى الأشباح الخمسة
والأئمة من ولد الإمام الحسين عليهم السلام
فأين أنت ايها الأب الحنون ؟
أنا ابنتك اناديك
ودمعي على الخد يسيل
لا ترحل عنا أرجوك
و عد الينا
فنحن في شوق إليك
وإن عدت للوطن يوما
وجاءك خبرا بموتي واصبح تحت التراب جسدي
فلا تنسى الوقوف على قبري والدعاء لي
ليغفر الله ذنبوني ويمحو عني سيئاتي
تحياتي
ونسألكم الدعاء